فصل: أحاديث مختلفة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث مختلفة

- فحديث جابر‏:‏ أخرجه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏عند ابن ماجه في ‏"‏باب الموقف بعرفات‏"‏ ص 222‏.‏‏]‏ أخبرنا هشام بن عمار ثنا القاسم بن عبد اللّه العمري حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏كل عرفة موقف وارتفعوا عن بطن عرفة، وكل مزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر، وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة‏"‏، انتهى‏.‏ والقاسم بن عبد اللّه بن عمر العمري متروك، قال ابن حبان في ‏"‏كتاب الضعفاء‏"‏‏:‏ كان أحمد يرميه بالكذب، وقال ابن معين‏:‏ ليس بشيء، انتهى‏.‏

- وأما حديث جبير بن مطعم‏:‏ فرواه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏[‏عند أحمد‏:‏ ص 82 - ج 4 عن أبي المغيرة، وأبي اليمان عن سعيد بن عبد العزيز‏]‏ حدثنا المغيرة حدثنا سعيد بن عبد العزيز حدثني سليمان بن موسى عن جبير بن مطعم عن النبي عليه السلام، قال‏:‏ ‏"‏كل عرفات موقف، وارفعوا عن عرفة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح‏"‏، انتهى‏.‏ قال ابن كثير‏:‏ هكذا رواه أحمد، وهو منقطع، فإن سليمان بن موسى الأشدق لم يدرك جبير بن مطعم، انتهى‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثالث والأربعين، من القسم الأول‏:‏ عن سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم، فذكره، وكذلك رواه الترمذي في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا يوسف بن موسى ثنا عبد الملك بن عبد العزيز ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين به، بلفظ أحمد سواءً، قال البزار‏:‏ ورواه سويد بن عبد العزيز، فقال فيه‏:‏ عن نافع بن جبير عن أبيه، وهو رجل ليس بالحافظ، ولا يحتج به إذا انفرد بحديث، وحديث ابن أبي حسين هو الصواب، مع أن ابن أبي حسين لم يلق جبير بن مطعم، وإنما ذكرنا هذا الحديث لأنا لا نحفظ عن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ في كل أيام التشريق ذبح، إلا في هذا الحديث، فكذلك ذكرناه، وبينا العلة فيه، انتهى‏.‏ ورواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ ‏[‏قال الهيثمي ص 251 - ج 3‏:‏ رواه أحمد، والبزار، والطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ إلا أنه قال‏:‏ وكل فجاج مكة منحر، ورجاله موثقون‏]‏ حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي ثنا زهير ابن عباد الرواسي ثنا سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع ابن جبير عن أبيه بنحوه، ليس فيه‏:‏ أيام التشريق، ورواه أيضًا في ‏"‏كتاب مسند الشاميين‏"‏ عن حفص بن غيلان عن سليمان بن موسى عن محمد بن المنكدر عن جبير بن مطعم مرفوعًا كذلك‏.‏

- وأما حديث ابن عباس‏:‏ فرواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الأصبهاني حدثنا صالح بن مسمار ثنا معن بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعًا‏:‏ عرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرفة، والمزدلفة كلها موقف وارفعوا عن بطن محسر، انتهى‏.‏ ورواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏، وقال‏:‏ صحيح على شرط مسلم، ويراجع‏.‏

- وأما حديث ابن عمر‏:‏ فأخرجه ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏ عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبيد اللّه، وعبد اللّه ابني عمر عن نافع عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ بلفظ حديث ابن عباس، قال ابن عدي‏:‏ لا يرويه بهذا الإِسناد إلا عبد الرحمن بن عبد اللّه العمري، ثم أسند تضعيفه عن البخاري، والنسائي، وأحمد، وابن معين، ووافقهم‏.‏

- وأما حديث أبي هريرة‏:‏ فأخرجه ابن عدي أيضًا عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة أن النبي عليه السلام، نحوه سواء، وأعله يزيد بن عبد الملك، وقال‏:‏ عامة ما يرويه غير محفوظ، ونقل عن النسائي أنه قال فيه‏:‏ متروك الحديث، انتهى‏.‏

- الحديث الأربعون‏:‏ روي أنه عليه السلام

- وقف على ناقته،

قلت‏:‏ تقدم ذلك في حديث جابر، ثم ركب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهب الصفرة قليلًا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، كلما أتى حبلًا من الحبال أرخى لها قليلًا، حتى تصعد، ثم أتى المزدلفة، الحديث‏.‏ وأخرج البخاري، ومسلم في ‏"‏الصوم‏"‏ عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسًا اختلفوا عندها في صوم النبي عليه السلام يوم عرفة، فقال بعضهم‏:‏ هو صائم، وقال بعضهم‏:‏ ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه، انتهى‏.‏

- الحديث الحادي والأربعون‏:‏ روي أنه عليه السلام

- وقف على ناقته مستقبل القبلة،

قلت‏:‏ هو أيضًا في حديث جابر، كما تقدم قبله‏.‏

- الحديث الثاني والأربعون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏خير المواقف ما استقبلت به القبلة‏"‏،

قلت‏:‏ غريب بهذا اللفظ، وأخرج الحاكم في ‏"‏المستدرك - كتاب الأدب‏"‏ عن أبي المقدام ‏[‏قال الهيثمي في ‏"‏مجمع الزوائد‏"‏ ص 59 - ج 8 في حديث ابن عباس‏.‏ رواه الطبراني، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو متروك‏.‏‏]‏ هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، حدثني ابن عباس عن النبي عليه السلام، قال‏:‏ إن لكل شيء شرفًا، وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما المجالس بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث، واقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في الصلاة، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق اللّه، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللّه، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللّه أوثق منه بما في يده، ألا أنبئكم بشراركم‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول اللّه، قال‏:‏ من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، قال‏:‏ أفأنبئكم بشر من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول اللّه، قال‏:‏ من يبغض الناس، أو يبغضونه، قال‏:‏ أفأنبئكم بشر من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى، قال‏:‏ من لم يقل عثرة، ولم يقبل معذرة، ولم يغفر ذنبًا، قال‏:‏ أفأنبئكم بشر من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى، قال‏:‏ من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى ابن مريم عليه السلام، قام في قومه، فقال‏:‏ ‏"‏يا بني إسرائيل لا تتكلموا بالحكمة عند الجاهل فتظلموا، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تظلموا، ولا تكافئوا ظالمًا بظلم، فيبطل فضلكم عند ربكم، يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة‏:‏ أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فكلوه إلى عالمه‏"‏، انتهى‏.‏ وسكت الحاكم عنه، وتعقبه الذهبي في ‏"‏مختصره‏"‏، فقال‏:‏ وهشام بن زياد متروك، انتهى‏.‏ وعن الحاكم رواه البيهقي في ‏"‏كتاب الزهد‏"‏ بسنده ومتنه، ثم قال‏:‏ وهشام بن زياد تكلموا فيه بسبب هذا الحديث، وكان يقول أولًا‏:‏ حدثني يحيى عن محمد بن كعب، ثم ذكر بعد أن سمعه من محمد بن كعب، قال‏:‏ وأخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبيّ حدثني عبد الرحمن الضبي عن قاسم بن عروة عن محمد بن كعب القرظي حدثني عبد اللّه بن عباس يرفع الحديث إلى النبي عليه السلام، فذكر بنحوه، بتقديم وتأخير، ورواه ابن عدي، والعقيلي في ‏"‏كتابيهما‏"‏، وأعلاه بهشام بن زياد، وأسند ابن عدي تضعيفه عن البخاري، والنسائي، وأحمد، وابن معين، ووافقهم، وقال‏:‏ إن الضعف على رواياته بين، انتهى‏.‏ قال العقيلي‏:‏ ليس لهذا الحديث طريق يثبت، انتهى‏.‏ وقال ابن طاهر‏:‏ هشام بن زياد ممن أجمع على ضعفه، وترك حديثه، وقد رواه صالح بن حماد عن محمد بن كعب، وصالح من أهل المدينة متروك الحديث، ولعله سرقه من هشام، فإنه به أشهر، وبه يعرف، انتهى‏.‏ وأخرجه العقيلي أيضًا عن تمام بن بزيع عن محمد بن كعب به، وضعف تمامًا عن جماعة، وأخرجه أيضًا عن عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب به، وأسند عن البخاري‏:‏ قال في عيسى هذا‏:‏ منكر الحديث‏.‏